وتطرق مازن الزیدي في تصريح خاص لمراسلة وكالة إرنا الى مکانة الجمهورية الإسلامية في المنطقة والعالم وقال: على رغم الحروب المتنوعة التي تواجهها الجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها على يد الإمام الخميني (رض) لكن أربعة عقود من عمر الثورة اثبتت أنها تقوم على نواة صلبة قوامها الإرادة الشعبية والتمسك بالثوابت.
وأضاف ان ايران وبعد اربعة عقود من الثورة الاسلامية ، ليست شرطياً أمريكيا في منطقة الخليج ( الفارسي) كما كان نظام الشاه، لكنها دولة مستقلة تمدّ يد العون والمساعدة لدول وشعوب المنطقة والعالم على أساس الأخوة والأواصر الدينية والثقافية والجغرافية المشتركة.
وصرح : تقف ايران اليوم، متكئة على شعبها وإرادتها الصلبة، في مقدمة مشروع حضاري لمواجهة القطبية الأحادية لأمريكا والغرب، وهي اليوم تمثل قوة مؤثرة في المعادلات الإقليمية والدولية من خلال رؤية حكيمة وبصيرة لقيادة تاريخية متمثلة بالامام الخامنئي (حفظه الله).
وأکد : لايمكن مقارنة ايران ما قبل الثورة بإيران ما بعد الثورة، فالأولى كانت دولة هامشية تدور في مدارات أميركا وأوروبا من دون قرار وإرادة مستقلتبن، لكن ايران الثورة تمثل قوة ثقافية وسياسية واسعة التأثير قبل أن تكون قوة اقتصادية وعسكرية لها حضورها البارز والمتنامي في هذه المجالات.
لجأت الإدارة الامريكية الد التطبيع بين الكيان المصطنع مع بعض الأنظمة العربية
وعن تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني في الآونة الأخيرة ، وهي تداعیات تصرفات هذه الدول على المنطقة وفلسطين، قال: بعد أن فشلت مشاريع التطبيع بين القيادة الفلسطينية وحكومات الكيان الصهیوني منذ مؤتمر اوسلو نظرا لتنامي المقاومة السياسية والعسكرية في الضفة والقطاع، لجأت الإدارة الامريكية مؤخرا إلى القفز على مأزقها مع الفلسطينيين عبر طرح مبادرة التطبيع بين الكيان المصطنع مع بعض الأنظمة العربية.
وأضاف لقد فشلت مشاريع التطبيع التي أبرمت مع مصر ثم الأردن ثم السلطة الفلسطينية في إنخراط الكيان ضمن خارطة الشرق الأوسط، بسبب الرفض الشعبي العربي المتصاعد لنسيان القضية الفلسطينية كقضية مركزية في الوجدان والضمير العربي وهذا ما يكشفه التعاطف الكبير مع الإنتفاضات أو المواجهات التي يشهده قطاع غزة بين الجيش الاسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية، أو العمليات الإستشهادية التي يقوم بها فلسطينيون في داخل الأراضي المحتلة.
وأکد : بوجود رفض شعبي للتطبيع ستفشل أية محاولة لفرض التطبيع على الأنظمة سابقا ولاحقا، وبالتأكيد سيقوض ذلك شرعية الأنظمة التي تخضع لإملاءات الأمريكا في تطبيع علاقتها مع الكيان الذي اثبتت التجربة أنه غير ملتزم حتى بالإتفاقيات التي أبرمها مع مصر والاردن، وأنه يسعى للإستفادة من الأنظمة العربية من دون مقابل.
وفيما يتعلق بدور إيران وجبهة المقاومة بالمنطقة في إحباط المؤامرات بعض الدول في إنشاء تنظیم داعش الإرهابي وتقديم الدعم له في تنفيذ بعض السياسات المعادية للإسلام والسیاسات التكفيري قال: لعبت الجمهورية الإسلامية دورا اساسيا في إجهاض مشروع تمزيق جغرافيا المقاومة الممتد من طهران مرورا بالعراق ووصولا إلى سوريا ولبنان.
وأضاف: فقد كان تنظيم داعش امتدادا لمشاريع الإستعمار الغربي في منطقتنا للسيطرة على مواردها ومصادرة إستقلالها وإمتهان كرامتها.
وأوضح : لم يكن مشروع داعش صدفة سياسية بقدر كونه مشروعاً لتمزيق جغرافيا الممانعة في المنطقة بقيادة الجمهورية الإسلامية من خلال صناعة جيب تكفيري سلفي يؤجّج الصراعات الداخلية، ويشغل المنطقة بحروب طائفية، ثم ليؤّمن بالمحصلة حياة الكيان الاسرائيلي ويبعد الخطر الذي يهدّده لاسيما بحصول قوى المقاومة في سوريا ولبنان وفلسطين على امكانيات هائلة رفضت معادلة ردع جديدة على الكيان وحماته.
وتابع قائلا : كما كانت الجمهورية الاسلامية هي الرافعة الحقيقية والتاريخية لمقاومة الكيان الصهيوني، فكان طبيعيا أن تتولى الجمهورية الإسلامیة بقيادة الامام الخامنئي (دام ظله) مسؤولية مواجهة مشروع التكفير الداعشي لأنه كان يمثل درعا للكيان الصهيوني في الحقيقة والواقع.
و ردا على سؤال هل يمكن تجاهل المقدسات والمعتقدات لأكثر من مليار مسلم في العالم استنادا إلی بعض المبادئ الغربية مثل حرية التعبير؟ قال "المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين تمثل ركائز أساسية في الهوية العربية والإسلامية لشعوب المنطقة ولايمكن أن تجاهلها تحت اي مبرّر أو ذريعة،لأن ذلك يمثل تخليّاً وإنسلاخا للهوية، وهذا ما عملت عليه قوى الهيمنة والإستعمار في منطقتنا منذ فكّر الغرب لأول مرة في تدشين عهده الكولونيالي.
وأضاف: منذ مشروع شركة الهند الشرقية كان الهدف سلخ الهوية الثقافية والدينية للشعوب الشرقية من أجل السيطرة على ثروات مقدرات هذه الشعوب، لذا تم تدشين مشاريع ثقافية وحتى دينية عبر مدارس وتيارات منحرفة من أجل تمكين قوى الإستعمار وترسيخ وجودها أكثر ولأطول مدة.
اسباب مساعي الغرب لتوسيع دائرة ايرانوفوبيا
وبشأن أسباب محاولة الدول الغربیة وراء خلق موجة من الترهيب من ايران (إيرانو فوبيا ) والإسلام ( الإسلاموفوبيا) قال: لا يخفى أن ايران بعد الثورة الإسلامية تمثل قوة حقيقية يخشى الغرب أن تتحول إلى نموذج للشعوب الإسلامية والعربية، لذا سعت وتسعى دول الهيمنة الغربية لصناعة تيار مضاد لهذا النموذج الإسلامي الحضاري من خلال توسيع دائرة (ايران فوبيا) سواء في الغرب أو حتى في العالمين العربي والإسلامي.
وأوضح :في موازاة مواجهة الإسلام الحضاري الذي تتبناه ايران، فقد انتهجت قوى الهيمنة الغربية دعم الإسلام الرجعي والتكفيري وتمكينه وإحتضانه سواء في أوربا وأميركا أو من خلال دعم أنظمة سياسية تتبناه.
وختم بالقول ان ايران تقدم اسلاماً حضاريا، والإسلام الذي تحاربه وتعاديه الهيمنة الغربية هو الإسلام الحضاري وليس الإسلام التكفيري الرجعي.
انتهی**3280
تعليقك